الإعلام البيئي


تتعدد التعريفات العلمية التي قدمها علماء الاتصال لمفهوم الإعلام البيئي ويشير أحد التعريفات إلى أنه يعمل على الاستخدام الاستراتيجي لوسائل الإعلام لتعزيز السياسات البيئية وهو الأعلام الذي يسعى إلى تحقيق أغراض حماية البيئة من خلال خطة إعلامية على أسس سليمة تخاطب فيها الوسائل الإعلامية مجموعة بعينها أو عدة مجموعات مستهدفة ويتم أثناءها وبعدها تقييم الأداء لهذه الوسائل وقياس مدى تحقيقها للأهداف البيئية.
وترجع الأصول الأولى لاهتمام وسائل الإعلام بالبيئة إلى السبعينات في القرن السابع عام 1870وذلك في مدينة منيوسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية ،فللمدينة أهميتها في تاريخ العلاقة بين وسائل الأعلام والصراع الدائم بشأن البيئة فقد أسس Hallocمجلة عنيت بقضايا البيئة في عام 1870وعلى وجه التحديد الحياة البرية في المدينة وقد تركت هذه المجلة أثراً كبيراً في تشكيل جمعيات حماية البيئة لمدة 100 عام وفي العشرينيات من القرن العشرين بدأ أاهتمام وسائل الأعلام الأمريكية بالبيئة وقد أعتبر العديد من الباحثين هذا التوجه الصحفي ظاهرة جديدة على الصحافة الأمريكية ويمثل كتاب راشيل كار سون الربيع الصامت نقطة تحول هامة في تاريخ الحركات البيئية التي بدأت تنشط بفاعلية على الصعيد العالمي .

وفي إنجلترا أنشا ادوارد هيث رئيس وزراء بريطانيا وزارة البيئة في أوائل السبعينات من القرن الماضي وبدأ الصحفيون والاعلاميون يهتمون بمعالجة القضايا البيئية على نحو نشط خاصة عندما أولت ملكة انجلترا والأمير تشارلز شرعية للقضايا البيئية التي تبنتها جماعات الضغط في ذلك الوقت .
ولقد أكد الإعلان الدولي لحقوق الإنسان على حق الإنسان في الأعلام البيئي بمعنى حق كل أنسأن دون تمييز أو تفرقة في معرفة الإنباء والمعلومات عن الحقائق البيئية بصورة صادقة وواقعية وآنية كما لعب برنامج الأمم المتحدة للبيئة دوراً بارزاً في تزايد اهتمام الأعلام بقضايا البيئة منذ نهاية السبعينيات حتى بلغ ذروته في مؤتمر قمة الأرض في البرازيل عام 1992وعقب هذا المؤتمر التاريخي زاد الاهتمام بالقضايا البيئية في عالمنا العربي وقد وجد الاهتمام الدولي بالبيئة وقضاياها صدى في عالمنا العربي ولاسيما على المستوى الرسمي في أنشاء وزارات وهيئات وجمعيات معنية بالبيئة والأعلام البيئي .
وتتعدد الوظائف التي يمكن أن يقوم بها الأعلام البيئي وهذا ماأكده د/بسيوني حمادة في كتابه دراسات في الأعلام على مجموعة من الأهداف منها مايلي:
*يقوم الأعلام البيئي بدور هام في تشكيل الوعي البيئي لدى الجمهور العام سواء في توصيل المعلومات البيئية وشرحها وتبسيطها أو في تشكيل الاتجاهات والمواقف تجاه القضايا البيئية .
*تأكيد فاعلية المشاركة الجماهيرية في حل المشكلات البيئية واستثارة الشعور بالمسؤولية الفردية والجماعية تجاه المجتمع المحلي والعالمي .
*يعمل الأعلام البيئي على نشر نوعين من الوعي البيئي الوقائي والوعي البيئي العلاجي .
*التأكيد على المداخل الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية للقضايا البيئية وربطها بالحياة اليومية للناس وبطبقاتهم الاجتماعية المتعددة .
*يعمل الأعلام على تحديد الأولويات البيئية على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

لا تعليقات بعد كن الأول ، “الإعلام البيئي”

إرسال تعليق