الثقافة البيئية


نحنُ مسلمون.. والإحساس بمسؤولية المواطنة.. والاعتناء بالصحّة والنظافة ومراعاة الذوق الجماليّ الرفيع من صُلب أدبنا وثقافتنا..
إنّ الاسلام الذي يعلّمني أن أرفع الأذى عن طريق المسلمين ويعتبر ذلك صدقةً لي أُثاب وأُكافئ عليها، يدعوني إلى احترام البيئة وعدم الإضرار بها حتى ولو لم أجد لافتة مكتوب عليها (ممنوع) وأخرى عليها (جمجمة تتقاطع عليها عظمتان) وثالثة عليها علامة (× ) .. الخ.
هذا الاسلام نفسُه يطالبني بعدم الاعتداء على جيراني بأن أرفع حائطاً بيني وبينهم يحجبُ عنهم الضوء والهواء، وهو ذاتُه الذي يربّيني على أن لا أخدش حاسّة الشمّ لديه بما ينبعث من بيتي من روائح كريهة أو أصوات مزعجة!
فهل أحتاج ـ أنا المتأدِّب بتعاليم الاسلام ـ إلى أن أُحذِّر من عدم السعال والعطاس والبصاق بدون منديل يمنع انتشار الفيروسات أو العدوى؟



هل أنا بحاجة إلى تنبيه أو إلفات نظر أنّ رائحة الثوم والبصل والجوارب المتعرّقة تثير الاشمئزاز والتقزّز؟
الثقافة البيئية.. هي ثقافة شرعية..ما دام فيها احترام لصحّة وذوق ومشاعر الانسان نفسه، وصحّة وذوق ومشاعر الآخر، فهي في الصميم من ثقافتنا الشرعية والاسلامية حتى ولو لم ترد فيها نصوص صريحة!
إنّ معنى الجار الصالح ليس فقط الذي يُلقي التحية عليَّ في الصباح، بل الذي لا يتعمّد الإساءة إليَّ في إلقاء نفاياته أمام بيتي..
ومعنى المواطنة الصالحة ليس الالتزام بالتعليمات والقوانين الرسمية فقط، بل التي لا تتجاوز على حقوق الآخرين.. فالذين يكتبون الشعارات، ويُلصقون الصور والإعلانات على جدران البيوت والمحلاّت بدون إذن أصحابها يتصرّفون في أموال الناس بدون رضاهم، ممّا لا يجيزه الاسلام لهم، فخارجُ البيت كداخله وتابعٌ له.. فكما لا يحقّ لي الاعتداء أو التعدّي على حرمته..
أرأيت كيف أن تعاليم الشريعة الاسلامية هي في مصلحة الانسان أوّلاً وأخيراً؟


لا تعليقات بعد كن الأول ، “الثقافة البيئية”

إرسال تعليق