الدول العربية تخسر 5 مليارات دولار سنوياً لعدم تدوير النفايات الصناعية


القاهرة: «الشرق الأوسط»
قدرت دراسة اقتصادية ناقشها مؤتمر تدوير المخلفات ومعالجة النفايات الصناعية الذي اختتم أعماله الخميس الماضي بجامعة الدول العربية في القاهرة حجم خسائر الدول العربية الناجم عن تجاهلها اعادة تدوير المخلفات بنحو 5 مليارات دولار سنوياً. موضحة أن كمية المخلفات في الوطن العربي تبلغ نحو 89.6 مليون طن سنوياً وتكفي لاستخراج نحو 14.3 مليون طن ورق قيمتها ملياران و145 مليون دولار وانتاج 1.8 مليون طن حديد خردة بقيمة 135 مليون دولار بالاضافة لحوالي 75 ألف طن بلاستيك قيمتها 1.4 مليار دولار. فضلاً عن 202 مليون طن قماش بقيمة 110 ملايين دولار وكذا انتاج كميات ضخمة من الأسمدة العضوية والمنتجات الأخرى بقيمة تتجاوز مليارا و225 مليون دولار. وذكرت الدراسة التي أعدها الدكتور أحمد عبد الوهاب الحائز جائزة مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن البيئة أن الخسائر العربية لاهمال تدوير المخلفات لا تقف عند حد قيمة المنتجات التي يمكن الحصول عليها من عمليات اعادة التدوير

وانما تمتد إلى تكلفة دفن هذه المخلفات ومقاومة الآفات والحشرات الناتجة عنها. موضحة أن الدول العربية تنفق في هذا المجال نحو 2.5 مليار دولار سنوياً لمقاومة الأضرار الناتجة عن حوالي 1353 مليون طن من المخلفات الحيوانية و196.5 مليون طن من المخلفات الزراعية مقابل 18870 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي. مشيرة إلى أن اجمالي مايتم جمعه من هذه المخلفات لا يوازي سوى 50% من حجمها . وأن تكلفة جمع ودفن هذه المخلفات تتجاوز 850 مليون دولار، فضلاً عن 1.7 مليار دولار أخرى لمقاومة الآثار البيولوجية والصحية والنفسية لتلك المخلفات.
ووصفت الدراسة الاستثمارات العربية الموظفة في مجال تدوير المخلفات بصفة عامة والصلبة بصفة خاصة بأنها متواضعة ومحدودة ولا تتجاوز 200 مليون دولار وأن معظم هذه المشروعات لا تتجاوز كونها محاولات فردية وبامكانات ضعيفة في الوقت الذي يجب فيه انشاء صناعات متكاملة وقوية قادرة على اعادة تدوير المخلفات والاستفادة مما تنتجه من ورق وزجاج وأسمدة وبلاستيك ومواد أخرى يمكن ادخالها كمستلزمات انتاج في صناعات عديدة.

وأكدت الدراسة أن عمليات تدوير النفايات والمخلفات تحتاج إلى استثمارات ضخمة لتأمين الماكينات والمعدات التكنولوجية اللازمة لاجراء هذه العملية والحصول منها على مواد خام تدخل كمادة وسيطة للمنتج النهائي، أو الحصول منها على نفس المنتج مرة أخرى، مشيرة إلى أن الصناعة الحديثة تمكنت اخيرا من اعادة تدوير كافة أنواع المخلفات الصلبة والعضوية وأن صناعة تدوير المخلفات باتت من أهم الصناعات الواعدة في العالم حيث تستحوذ على 28% من اجمالي الاستثمارات الصناعية في الولايات المتحدة الأميركية و23% في بريطانيا و35% في ألمانيا.

ودعت الدراسة إلى بحث الأساليب المثلى لادارة المخلفات الصلبة بأنواعها المختلفة سواء الناتجة عن المستشفيات أو شركات الأدوية أو شركات المقاولات متعددة الجنسيات التي تتجاوز استثماراتها في المنطقة العربية نحو 15 مليار دولار. كما شددت على أهمية بحث دور الهيئات الدولية المانحة المهتمة باعادة تدوير المخلفات في توفير الدعم المادي والفني لتنفيذ مشروعات الادارة المتكاملة لتلك المخلفات وذلك بهدف تقديم مشروعات اقليمية مشتركة تضم كل الدول العربية بالاضافة لدراسة الزام الشركات متعددة الجنسيات التي تنفذ مشروعات بالمنطقة باعادة تدوير مخلفاتها وحسن استغلالها.

واقترحت الدراسة تأسيس شركة عربية قابضة برأسمال 300 مليون دولار لتدوير المخلفات. وكذلك تبني طريقة متحضرة لجمع المخلفات تمهيداً لاعادة تدويرها فضلاً عن تشجيع الدخول في مجال الاستثمار في تدوير المخلفات ودعم التجارب القائمة في هذا القطاع والاستفادة من التجارب الناجحة للدول المتقدمة في هذا المجال.



لا تعليقات بعد كن الأول ، “الدول العربية تخسر 5 مليارات دولار سنوياً لعدم تدوير النفايات الصناعية”

إرسال تعليق